saber_200737
مدير المنتدى
المشاركات : 8501
العمر : 44
الدولة : مصر
رقم العضوية : 15
التواجد بالمنتدى : 
الاوسمة : 
نقاط النشاط : 22007
تاريخ التسجيل : 13/07/2008
اضافات
sms:
 |  موضوع: عزيزتى بوسى  15/08/09, 09:36 am | |
|
| عزيزتي بوسي !!!
|
كأنني نجيب الريحاني في فيلم غزل البنات..
هكذا شاء زماني في ليلة بلا صباح.. أن أعيش وأتقمص شخصية هذا المدرس الغلبان دنيا وأخرة الذي ذهب إلي سراي الباشا لكي يعطي درسا خصوصيا لابنته الراسبة في اللغة العربية.. ليجد أمامه من تصور من فرط أناقته وهندامه أنه الباشا.. ليسأله عن صحة البيه الصغير.. ليقول له: البيه الصغير إيه يا راجل.. ده جيمي الكلب اللي قدامك ده!
ليرد عليه: أيوه باين عليه لونه مخطوف شوية!
ليقول من ظن أنه الباشا: الحمد لله.. ده ماداقش الأكل من يومين!
فيرد عليه المدرس الغلبان: برضه فيه ناس ياسعادة الباشا ما داقتش الأكل من أسبوع بحاله!
ليرد عليه الآخر: سعادة الباشا.. لا.. انا هنا عشان الكلب!
لم أكن أتصور للحظة زمان واحدة في ظل أزمة انفلونزا الخنازير التي تهدد العالم كله..
ولم أكن أتصور للحظة زمان واحدة.. وعلي مكتب رئيس مجلس الوزراء تقرير من هيئة التعبئة والإحصاء التابعة له يقول: إنه من بين كل100 مصري32 منهم يعيشون تحت خط الفقر.
ولم أكن أتصور للحظة زمان واحدة ونحو أربعة ملايين شاب وشابة في عز عافيتهم وحماسهم يحملون الشهادة ويجلسون في الدور وعلي المقاهي ويتسكعون علي النواصي في الشوارع والحارات ليخرج من بينهم المدمن والمغتصب والمتنمر والبلطجي والبطحجي ومشروع المتطرف..
بعد أن رفعت الحكومة يدها من أوامر تشغيلهم وتوظيفهم عاملة بالمثل القائل: واحنا مالنا هما يعني بقيت أهالينا واللا قرايبنا واللا الحكومة يعني هي جوز أمهم أو مرات أبوهم!
لم أكن أتصور للحظة زمان واحدة.. أن يرن موبايلي بعد منتصف الليل ـ والحمد لله أنا أنام في غرفة لوحدي ـ ليأتيني صوتها هلعا ملتاعا: الحق يا أونكل بوسي بتموت!
صاحبة الصوت هي الابنة الوحيدة لصديق عمري المسافر في مهمة دبلوماسية خارج الحدود أبعد من البحر والمحيط.. وقد أوصاني بابنته داليا ـ وهذا ليس اسمها ـ خيرا في غيابه..
لم أسألها من هي بوسي التي تموت.. تصورت أنها قريبة لها أو حتي صديقة.. وطلبت علي الموبايل برضه عم محمد سائقي الخاص.. وكان يادوب نازل من عندي بعد يوم شاق امتد حتي ما قبل منتصف الليل.. وركبت معه وطيران علي فيللا الست داليا في حي الشيخ زايد.. لأجد عويلا وصراخا.. يعني مندبة ولا مندبة المعددة دواهي بتاعة حوش بردق..
سألتها: مالها بوسي؟
قالت: وقعت من طولها مفرفرة قدامي علي أرض الحمام..
سحبتها من يدها وأنا أقول لها: تعالي وريني كده؟
تقدمتني مسرعة إلي الحمام.. لأجد أمامي علي الأرض ممدة ليست بني آدمة.. ولكن مجرد قطة بيضاء تموء وتتألم!
** هنا عاد إلي خاطري شريط مشهد فيلم عمنا وتاج راسنا نجيب الريحاني.. وهو يسأل من تصور أنه الباشا: سلامته جيمي البيه الصغير!
ويرد من تصور أنه الباشا: بيه الصغير إيه.. ده جيمي الكلب اللي قدامك ده!
يرد الريحاني: أيوه ده لونه مخطوف شويه!
من تصور أنه الباشا: ياه ده الحمد لله بقي أحسن كتير ده بقاله يومين ما داقش الزاد..
يرد الريحاني: برضه فيه ناس ما بتدوقش الزاد أسبوع بحاله.. يا سعادة الباشا!
يرد من تصور أنه الباشا: أنا لا.. أنا موش سعادة الباشا!
نجيب الريحاني يسأله بخبث: يعني حضرتك بتاع الكلب ده؟
يرد الرجل: أيوه أنا بتاع الــ.. ويشير إلي الكلب!
يسأله الريحاني: وبتاخد ماهية علي كده!
أيوه ثلاثين جنيه في الشهر.. يعني3 آلاف جنيه دلوقتي!
يكلم الريحاني نفسه: دانا لو كنت بعلم كلاب من ثلاثين سنة.. كنت بقيت من الأعيان!
..............
..............
صرخات داليا توقظني من سرحاني: حنعمل إيه يا أونكل.. بوسي بتموت!
زعقت في وجهها: يا بنتي بوسي إيه وهباب إيه.. ده فيه ناس بتموت من الجوع.. وفي إفريقيا وحدها أربعين مليون طفل بيموتوا كل سنة لأنهم ما لاقوش أكل!
قالت وهي تبكي: وأنا مالي.. تعالي نوديها المستشفي.
أسألها: مستشفي إيه يا داليا؟
قالت: مستشفي الكلاب والقطط.
أسألها: فين دي؟
قالت: جنبنا هنا!
وقادتني داليا إلي أحد هذه المستشفيات الخاصة بالكلاب والقطط وحدها.. لأجد عالما آخر.. كأننا في مدينة والت ديزني في لوس أنجلوس..
مستشفي خاص شامل للقطط والكلاب وكل الحيوانات الأليفة والطيور أيضا.. أقفاص+ غرف+ سراير مجهزة+ أدوية مستوردة+ أغذية مستوردة برضه+ أطباء وإخصائيين مصريين وأجانب.
مستشفي في عبارة موجزة: يتمني نصف سكان مصر الذين لا يجدون علاجا في المستشفيات الميري يعني الحكومية والتي قال عنها الصديق حاتم الجبلي وزير الصحة إنها مستشفيات غير آدمية.. أن ينالوا ولو واحد علي عشرة من الرعاية التي تنالها في بلادنا صنف الكلاب والقطط!
ولكن يدفع للغلابة ثمن العلاج في هذه المستشفيات.. وبعضها الفيزيتة فيها بالدولار واليورو.. وسلملي علي مستشفيات البلهارسيا والانكلستوما علي أيامي!
..............
..............
نقلت للزميلة الصحفية النشيطة هبة عبدالخالق ما حدث.. ضحكت كثيرا وقالت لي: انت ياسيدي مع حفظ الألقاب والرتب والمناصب وسنوات العمر.. تعيش في غلالة الماضي.. ولم تعد تدري شيئا عما يجري في مصر الآن والدول العربية أيضا.
أسألها بعد أن تغاضيت عن ملاحظاتها وجملها الاعتراضية:
ازاي.. يا فالحة انت؟
قالت: سوف أصحبك في زيارة إلي أماكن لم تخطر علي بالك يوما.. ولم تكن تتصور يوما أنها هنا في مصر.. وأن المجتمع المصري تغير واتجه إلي عالم الكلاب ودنيا القطط!
قلت: اعفيني من المشاوير وحياتك!
قالت: مشاوير إيه.. انت لسه شباب يا راجل!
................
................
كل ما يخطر علي بالك.. وما لا يخطر.. سوف تجده في هذا العالم العجيب.. عالم الكلاب والقطط..
اقرأوا وتعجبوا.. أو تعجبوا واقرأوا ولا تصدموا.. لا فرق:
ليس عالم القطط والكلاب الضالة التي تهرب من بنادق رجال شرطة التي تقتل هذه الحيوانات المسكينة في كل مكان.. ولكنه عالم آخر.. كأنه عالم والت ديزني:
أطعمة مستوردة بالملايين وفنادق ومستشفيات خمس نجوم ومتنزهات ومقابر خاصة واكسسوارات من ذهب وفضة.. هذا هو حال القطط والكلاب في الدول العربية التي ينفق عليها ما يزيد علي مليار دولار سنويا تكفي لحل أزمة الغذاء في الوطن العربي كله وإطعام فقرائه!
القطط والكلاب في هذا العالم تتأفف من الأكل المحلي وتطالب بالمستورد, في حين أن البشر يحلمون برغيف عيش بعد وقوف ساعات في طابوره!
يقول خبراء الاقتصاد هنا: إن إجمالي ما ينفق علي القطط والكلاب في الوطن العربي قد يتعدي المليار دولار سنويا!
نصيب مصر منها ـ كما تقول التقارير غير المعلنة ـ نحو30 مليون دولار سنويا+ حجم واردات الأغذية خمسة ملايين دولار سنويا+ بخلاف ما ينفق علي الاكسسوارات والرعاية الصحية.. ولم يدخل بعد دائرة الإحصاء..
هل يتصور أحد أن هناك مقابر خاصة لهذه القطط والكلاب محاطة بالورد والزهور وأشجار المانجو.. وأحد هذه المقابر يوجد في نادي الجزيرة الرياضي, وهناك عبارات تكتب علي هذه المقابر تدعو إلي السخرية, والتعجب أيضا من حال فئة من البشر الذين يموتون دون أن يجدوا حتي مكانا للدفن.؟
.................
.................
وإذا أردتم مزيدا من السخرية والمثير للضحك, وان من ضمن الاكسسوارات التي تباع للكلاب والقطط أطواق مخصصة تمنع الحشرات والبراغيث من أجسامها, بينما هناك أطفال ورجال ونساء يعيشون وسط الحشرات والفئران!
قالت لي: لقد تعجبت من كم الإنفاق والبذخ الذي ينفقه البعض علي الكلاب والقطط, ليس اعتراضا.. فكل إنسان حر في ماله.. ولكن تساءلت: ماذا لو أنفق هؤلاء أموالهم علي الغلابة بالحجم نفسه دون تفكير.. هل كنا سنجد فقيرا أو جوعانا؟
قلت لها: هل أنت مصلحة اجتماعية؟
قالت: لا تنظر لي نظرة اتهام حينما أخبرك سرا.. إن لدي قطة من نوع الهيمالايا, ولكن لا أفعل معها ما يفعله الآخرون.. لقد دخلت إلي عالم غريب أحيانا ومضحك أحيانا أخري ومثير للسخرية.
حينما تري طوابير الخبز وأطفال الشوارع لا تظن أن هذه هي الصورة الوحيدة للحياة بمصر, بل هناك صور أخري علي الجانب المظلم من القمر..
لقد أصبح لدينا محال خاصة لبيع الكلاب والقطط التي انتشرت بشكل ملحوظ برغم ارتفاع أسعارها التي تصل إلي آلاف الجنيهات لبعض الأنواع منها.. كما انتشرت عيادات ومستشفيات خاصة للعلاج.. وأيضا فنادق تقيم بها للراحة ومقابر خاصة!
الأمر الذي آثار حفيظة نواب مجلس الشعب فقدموا طلب إحاطة حول ما تستورده الحكومة والقطاع الخاص من الطعام والمستلزمات الخاصة للقطط والكلاب بالعملة الصعبة, بينما الشعب بحاجة إلي رغيف الخبز!
ولكنني لا ألوم كغيري علي الحكومة في ذلك, فلن تلومها علي كل شيء حتي أهواء الناس, بل نلوم أنفسنا علي ما نفعله نحن ونهدر نحو30 مليون دولار كل سنة!
وحينما سألنا أحد مستوردي هذه السلع الغريبة عن سبب استيراده لها؟
قال: هذا خاضع لقواعد السوق وقوانين العرض والطلب التي تتيح لأي تاجر أن يستورد ما يحقق له الربح مادام غير ممنوع قانونا.. وهذه السلع عليها طلب كبير..
وإذا دخل أحدكم كما فعلت لأي سوبر ماركت أو حتي المولات الكبيرة, سيجد أن مأكولات القطط والكلاب تنافس مأكولات البشر.. وستجد جوانب وأرففا كاملة مخصصة لها.
ولو فكرت أن تلقي نظرة وتسأل عن السعر ومكونات الوجبات ستصاب بالإحباط لأنك بلاشك لن تحصل علي مثلها أو تنال وجبة بشرية بسعرها!
إن أسعار الوجبات تتراوح ما بين أربعين جنيها وحتي مائة وعشرين من الجنيهات, وغالبيتها مستوردة من الخارج من أمريكا وأوروبا.. وكل وجبة مدون عليها اسم الدولة المنتجة وتاريخ الصلاحية..
والمكونات غالبا ما تكون وجبات مكتملة العناصر حفاظا علي صحة الحيوانات.. وهناك بعض الوجبات مخصصة لتسهيل الهضم!
بل إن الشركات المصدرة لطعام القطط والكلاب في مصر تصنع وجبات تحتوي علي اللحوم والرومي والجمبري والتونة والكبد!
صاحب السوبر ماركت يقول لنا: برغم أني أكسب من بيع هذه السلع فإنها في كثير من الأحيان تكون مستفزة وتثير الأحقاد!
................
...............
في الوقت الذي يفترش فيه32% من أهل مصر الأرض عند النوم إلا أنني وجدت محالا لبيع سراير للقطط والكلاب ولعبا وإكسسوارات وملابس الحيوانات!
وذهبنا إلي عدد من هذه المحال بإدعاء أننا نريد الشراء وتجولنا ونظرنا علي الأسعار وشاهدت سريرا للكلب ثمنه ثلاثمائة جنيه+ فرشاة شعر للقطة بستين جنيها+ سلاسل توضع حول رقاب الكلاب أسعارها تتراوح ما بين خمسين ومائة وخمسين جنيها+ قصافة أظافر للكلاب وأخري للقطط.. تصوروا حتي قصافة الأظافر موجودة!
والأدهي والأكثر مرارة أننا وجدنا لعبا مستوردة تساعد علي تقوية الذكاء عند القطط والكلاب.. وأطباقا خاصة لأكل الكلاب والقطط بسعر الطبق الواحد أربعون جنيها.. ورمال خاصة مستوردة سعرها خمسة وأربعون جنيها, وألعابا علي شكل عظام وفئران لتسلية الحيوانات.. وما خفي كان أعظم!
وعندما سألنا أحد مسئولي الجمارك والمطار عن السلع الخاصة بالحيوانات بالقطط والكلاب التي تدخل عن طريقهم!
أجابنا: بصراحة أصبح يدخل البلد سلع غريبة مستفزة.. فهناك كميات كبيرة من البرفانات والشامبوهات والأحذية والملابس الخاصة بالقطط والكلاب وبأسعار فلكية!
وشامبوهات برائحة جوز الهند والفراولة سعرها يصل إلي مائة جنيه, وفرش أسنان ومعجون أسنان للكلاب والقطط!
طبعا وأطواق تطوق أعناقها بكل الأشكال والألوان والماركات العالمية وأحذية يصل ثمن بعضها إلي مائتين من الجنيهات وملابس أسعارها تتخطي المائة جنيه للقطعة الواحدة.. بل ونظارات شمس وكابات رأس.. تصوروا!
وعندما سألنا صاحب المحل عن مدي إقبال الناس علي السلع الموجودة لديه؟
قال: هناك إقبال كبير, وان الناس أصبحوا يتنافسون علي لقب من يملك أشيك قطة وأجمل كلب.. ومنهم من يشتري ملابس وإكسسوار ماركات كالتي يرتديها هو.. خاصة الشباب والسيدات ولا يهمهم السعر غال أم لا.. المهم عندهم هو شياكة الكلب أو القطة, بل إن هناك مايوهات أيضا للكلاب والقطط ماركات عالمية.. وعليها إقبال كبير!
بل إن لدينا الآن عيادات الأطباء المتخصصين فيها لعلاج الكلاب والقطط.. وهي في كل مكان وأسعار الكشف والعلاج يتخطي أسعار كشف وعلاج البني آدمين!
قالت لنا سيدة تعبد حاجة اسمها قطط: إن الذهاب إلي الطبيب المعالج لقططتي بوسي يستلزم وقتا لأن الدخول بالحجز مسبقا.. والانتظار طويل عشان الزحمة!
كما علمنا ان واحدا من اياهم أن كلابه لها مدرب خاص وطبيب خاص يأتي إليها للمتابعة.. وأنه ليس الوحيد الذي يفعل ذلك.. بل إن هناك مدارس خاصة لتعليم الكلاب, وتكلفة الكلب الواحد في الشهر ألف وخمسمائة جنيه!
والمدربون يتقاضون مبالغ كبيرة للذهاب إلي البيت للتدريب والتعليم!
...............
...............
آخر ما علمناه من إحدي الصديقات أن هناك كوافيرات للقطط والكلاب..!
|
| |
|
