العصر المتوسط الثانى ( الاسرات من 13 الى 17 ) :خلال عصر الأسرة الثانية عشرة حوالي سنة 1725 ق . م
قامت القبائل الرعوية التي كانت تسكن في فلسطين
و أطلق عليها أسم "الهكسوس" بالإغارة على مصر واجتياح اراضيها،
فلما أخذت قوة الهكسوس في الضعف ،
هب أمراء طيبة يكافحون في سبيل استرداد حرية بلدهم المسلوبة
و قد كتب الله لهم النجاح وتمكن أحمس
من الاستيلاء على عاصمتهم في الدلتا و طردهم من البلاد .
الدولة الحديثة ( الاسرات من 18 إلى 20 ) :بعد أن طرد احمس الهكسوس رجع الى بلاده سنة 1571 ق . م
حيث قضى على ثورات النوبيين جنوباً واتجه الى الاصلاح الداخلى
فى البلاد واهتم بإنشاء جيش عامل منظم وسلحه
بكل الأسلحة المعروفة فى ذلك الوقت وزوده بالعجلات الحربية،
ويُعد رمسيس الثانى من أشهر ملوك هذه الدولة
وتعتبر حروبه آخر المجهودات التى بذلها ملوك الدولة الحديثة
فى سبيل المحافظة على الوحدة
وقد انتهت خصومته مع ملك الحيثيين بتوقيع معاهدة
عدم اعتداء بين الطرفين بعد معركة قادش ،
وتُعد هذه المعاهدة أول معاهدة سلام فى التاريخ
واصبحت مصر قوة كبرى ،
وصارت بذلك امبراطورية عظيمة مترامية الأطراف .
العصر المتأخر ( الأسرات من 21 إلى 30) :كان هذا العصر فصل الختام في التاريخ الفرعوني
حيث تعرضت مصر منذ حكم الأسرة 21 وحتى الأسرة 28
لاحتلال كل من الآشوريين عام 670 ق.م ،
ثم الفرس حتى انتهى حكم الفراعنة مع الأسرة الــ 30
ودخول الإسكندر الأكبر مصر .
فنون الحضارة الفرعونية :العمارة : برع المصريون فى فن العمارة وآثارهم الخالدة
خير شاهد على ذلك ففي الدولة القديمة شيدت المصاطب والأهرامات
وهى تمثل العمائر الجنائزية، وأول هرم بنى هو " هرم زوسر" ،
ثم "هرم ميدوم"، إلا أن أشهرها جميعاً أهرامات الجيزة الثلاث
وتمثال أبو الهول وشيدت فى عهد الأسرة الرابعة
وبلغ عدد الأهرامات التي بُنيت لتكون مثوى للفراعنة 97 هرماً .
ثم بدأ انتشار المعابد الجنائزية فى عصر الدولة الوسطى
واهتم ملوك الأسرة الـ 12 بمنطقة الفيوم بأعمال الري فيها،
وأشهر معابد أنشأها ملوك هذه الأسرة معبد " اللابرانت"
أو "قصر التيه" كما سماه الإغريق والذي شيده الملك
" أمنمحات الثالث" فى هوارة قرب الفيوم كما شيد
القلاع والحصون والأسوار على حدود مصر الشرقية.
ويعتبر عصر الدولة الحديثة أعظم فترة عرفتها
أساليب العمارة والصور الجدارية والحرف والفنون الدقيقة
التي تظهر على حوائط بعض المعابد الضخمة
المتنوعة التصميمات كالكرنك والأقصر وأبو سمبل .
ويعتبر عهد "
تحتمس الأول" نقطة تحول فى بناء الهرم
ليكون مقبرة، ونحت مقابر مختفية فى باطن الجبل
فى البر الغربي بالأقصر تتسم بالغنى والجمال
فى أثاثها الجنائزي ويظهر ذلك بوضوح
فى مقبرة الملك "
توت عنخ آمون" .
وقد عمد فنانو هذه الدولة - للحفاظ على نقوش الحوائط -
إلى استخدام الحفر الغائر والبارز بروزاً بسيطاً
حتى لا تتعرض للضياع أو التشويه، وآخر ما اكتشف من مقابر
وادى الملوك مقبرة أبناء رمسيس الثاني
التي تُعد من أكبرها مساحة وتحتوى على 15 مومياء .
أما المسلات الفرعونية فقد كانت تقام فى ازدواج
أمام مداخل المعابد وهى منحوتة من الجرانيت،
ومن أجمل أمثلة عمائر عصر الإمبراطورية المصرية القديمة معابد "آمون" و"خـــوفـو"و"الــكـرنـــك"و"الأقـــصر" و"الـرمـسيــوم" و" حتشبسوت" بالبر الشرقي
والمعابد الـمـنـحـوتة في الـــصخـر مـثـل
"أبـو سـمـبل الـكــبــيـر" و"أبو سمبل الصغير " .
وظهرت اتجاهات جديدة فى فنون العمارة والفنون التشكيلية
والتطبيقية وضحت بصورة واضحة فى فن نحت التماثيل الضخمة
والصغيرة وزخرفة أعمدة المعابد والنقوش الجدارية .
الأدب :تؤكد آثار المصريين براعتهم فى الكتابة والأدب
ويظهر ذلك واضحاً فيما تركه المصريون من آثار،
ولن ينسى التاريخ فضل المصريين على الإنسانية
فى اختراع الكتابة التي سماها الأغريق "بالخط الهيروغليفي"
وتتكون الأبجدية الهيروغليفية من 24حرفاً ..
واستخدم المصريون القدماء المداد الأسود أو الأحمر
فى الكتابة على أوراق البردى .
وبرع المصريون فى الأدب الديني الذى تناول العقائد الدينية
ونظرياتهم عن الحياة الأخرى وأسرار الكون
والأساطير المختلفة للآلهة والصلوات والأناشيد
ومن أقدم أمثلة الأدب الديني " نصوص الأهرامات و "كتاب الموتى " .
كما برع الأديب المصرى القديم فى كتابة القصص
وحرص على أن تكون الكلمة أداة توصيل للحكمة
وآداب السلوك وظل المصريون حريصين على رواية تراثهم
من الحكم والأمثال وعلى ترديدها بأعيادهم واحتفالاتهم وتقاليدهم .
وبذلك كان المصريون من أحرص شعوب العالم على تسجيل
وتدوين تاريخهم والأحداث التي تعرضوا لها فى حياتهم
وبهذه الخطوة الحضارية ظهر العديد من الأدباء والحكماء
والمثقفين المصريين الذين تركوا لنا أعمالا
تدل على مدى رقي الفكر والثقافة فى مصر .
الموسيقي : أحب المصرى الموسيقى والغناء،
وأقبل المصريون على الموسيقى واستخدموها في تربية النشء
وفي الاحتفالات العامة والخاصة وخاصة فى الجيش،
وكذلك استخدموها فى الصلوات ودفن الموتى.
وقد عرف المصريون فى عصر الدولة القديمة آلات النفخ
والوتريات مثل "الهارب" (اسمها الفرعوني تيبوتى)
وابتدعوا أنماطا وأشكالا من الآلات التي تؤدى الإيقاعات
والنغمات المختلفة وقاموا بتطويرها عبر مراحل تاريخهم القديم .
التزين : عرف المصريون التزين بالحلى ,
وتميزت مصنوعاتهم بالدقة الفنية العالية وجمال التشكيل ،
واستمدت العناصر الزخرفية من الطبيعة مثل نبات البردى
والنخيل وزهرة اللوتس والأحجار الكريمة ،
واستخدموا التمائم التى اعتقدوا انها تحميهم من قوى الشر ،
وحرصت المرأة بصفة خاصة على الإهتمام بزينتها
واستخدمت الكحل والأساور والعقود والخواتم والقلائد والحنة،
كما اختلفت الملابس فى مصر الفرعونية من طبقة إلى أخرى ،
وكانت الملابس تصنع من الكتان الناعم
أو من الأقمشة الحريرية المستوردة من بلاد سوريا القديمة،
كما تنوعت الملابس باختلاف المناسبات .
يتبـــع..