saber_200737 مدير المنتدى
المشاركات : 8501 العمر : 44 الدولة : مصر رقم العضوية : 15 التواجد بالمنتدى : الاوسمة : نقاط النشاط : 22211 تاريخ التسجيل : 13/07/2008
اضافات sms:
| موضوع: رحل عبقرى الروايه العربيه 24/02/09, 10:56 am | |
| رحل "عبقري الرواية العربية" الطيب صالح
|
كثيراً ما تساءل الروائي السوداني الطيب صالح: كيف - نحن العرب - نري ان الغرب هو كل العالم ولم نهتم بمد جسور الصداقة والتفاهم مع الشعوب الشرقية، فلها حضاراتها وثقافاتها الزاهرة أيضا؟ اكتشف "عبقري الرواية العربية" بعد زياراته لدلهي وطوكيو، ان مسئولي تلك الدول مستعدون ومتجاوبون للتفاهم والتعاون مع العرب بدون خلفيات تاريخية. ولد الطيب صالح في قرية كرمكول شمال السودان عام ٩٢٩١ بالقرب من قرية دبة الفقراء وهي احدي قري قبيلة الركابية التي ينتسب إليها.. عاش طفولته في ذلك الاقليم وفي شبابه انتقل الي الخرطوم لإكمال دراسته فحصل من جامعتها علي درجة البكالوريوس في العلوم. وفي ٢٥٩١ غادر السودان إلي بريطانيا، حيث عمل في القسم العربي في هيئة الاذاعة البريطانية "بي بي سي" وشغل منصب مدير قسم الدراما، وبعد استقالته من البي بي سي عاد الي السودان وعمل لفترة في الاذاعة السودانية.. ثم هاجر الي دولة قطر وعمل في وزارة إعلامها وكيلاً ومشرفا علي أجهزتها، عمل بعد ذلك مديراً إقليميا بمنظمة اليونيسكو في باريس.. وعمل ممثلاً لهذه المنظمة في الخليج العربي. اكتسب الطيب صالح شهرة كروائي متميز في ٦٦٩١ عند صدور روايته "موسم الهجرة الي الشمال"، وكتب عنها كبار النقاد العرب وأبرز قيمتها الادبية الناقد الراحل رجاء النقاش مما دفع بها لواجهة الادب العربي باعتبارها واحدة من اهم الروايات العربية المعاصرة. عشق الطيب صالح الترحال والتنقل بين الشرق والغرب والشمال والجنوب واكتسب خبرة واسعة بالحياة والعالم فعاش هموم أمته وقضاياها ووظف ذلك في كتاباته وأعماله الروائية، وتميز الطيب بكتابته السياسية، وبعد انتقاله الي بريطانيا تطرق الي الاختلافات بين الحضارتين الغربية والشرقية، ومارس الطيب صالح تأملاته الفلسفية في الحياة بين السطور وسجل الوقائع التاريخية المهمة في حياة الأمة العربية في فترتي الخمسينيات والستينيات، وعاش مكافحا حتي توفته المنية الاسبوع الماضي عن ثمانين عاما في احد مستشفيات لندن حيث كان يقيم. ويقول الكاتب الكبير خيري شلبي الطيب صالح قيمة فقدت ووفاته خسارة كبيرة للأعمال العربي.. وهو وان كان قليل الانتاج الا ان ما كتبه كان كبيرا وسوف يظل كبيرا وسوف تظل روايته "موسم الهجرة الي الشمال" من عيون الادب العربي الحديث وتبقي "المنسي" من عيون الادب المعني بالشخصيات المتأصلة في حياتنا.. كما ستبقي مؤلفاته مدارس للأجيال.. فهو كاتب شديد الخصوبة في خياله. وأضاف خيري شلبي ان الطيب صالح الانسان يعتبر من ظرفاء عصره بل من ظرفاء القرن العشرين كان رقيقا ولطيفا وكان الي ذلك أكبر متذوق للشعر بين الادباء فكان يحفظ دواوين كاملة من الشعر العربي والمعاصر.. الكلام عنه لا ينفد. ويقول الاديب محمدالسيد عيد الطيب صالح كان يمثل لي أحد الوجوه المهمة في الرواية المعاصرة، فبعد ما قدم المصريون الأساس المتين للرواية العربية شارك عدد من المبدعين العرب في إقامة الصرح الروائي العربي المعاصر وكان الطيب صالح واحداً من هؤلاء الروائيين العظام الذين ساهموا في إقامة هذا الصرح. واضاف: أن الطيب يتشابه الي حد كبير مع المصري محمد مستجاب فـ "عرس الزين" تتشابه مع رواية "نعمان عبد الحافظ" ونري ملامح كثيرة متشابهة بين البطلين، وهذا التقارب يشعرنا بأن الطيب صالح ليس غريبا عنا.. وقد استطاع منذ نشر "موسم الهجرة" في سلسلة دار الهلال منذ ٠٤ عاما ان يضع نفسه بين كبار الكتاب الذين تعتز بهم مصر. وأضاف: ان وفاته خسارة كبيرة للأدب العربي ولا شك أن تاريخنا الادبي لن ينسي أعماله الرائعة لأنه لم يكن تقلدا لأحد وعكس الأصالة السودانية في إبداعه وقدم نماذج بشرية فريدة. وتقول الاديبة رضوي عاشور: فقدنا أديبا له مكانته اثري المكتبة العربية بمؤلفاته الثقافية النقدية وروايته تركت بصمة مهمة في القرن العشرين، كان مثقفا علي دراية بالكتاب الادبية المعاصرة.. ويمثل لي قيمة أدبية كبيرة فقد التقيت به في العديد من المرات وهو شديد الدماثة واللطف فضلاً عن موهبته. |
| |
|