saber_200737 مدير المنتدى
المشاركات : 8501 العمر : 44 الدولة : مصر رقم العضوية : 15 التواجد بالمنتدى : الاوسمة : نقاط النشاط : 22210 تاريخ التسجيل : 13/07/2008
اضافات sms:
| موضوع: الذكاء يبدء من المعده 17/03/09, 05:24 pm | |
| | | | | | الذكاء والمشاعر والتصرفات تبدأ من المعدة
تؤكد الدراسات الحديثة ما اعتقده الآباء والأمهات لزمن طويل من أن هناك علاقة بين ما يأكله أطفالهم وطريقة تفكيرهم وتصرفهم وتعلمهم. والمخ مثل أي عضو آخر بالجسم يحتاج الى غذاء جيد. فهو يستعمل 20-25% من الطاقة التي يستهلكها الإنسان، وكلما تناول المخ غذاء جيدا انعكس هذا على عمل الإنسان عموما. والطعام يمكن أن يؤثر على الحالة المزاجية سعادة أو حزنا، وعلى التفكير والتصرفات، بل ويمكن بناء المخ أو هدمه بالطعام أيضا. التغذية الجيدة تبني عقلا جيدا: للجسم نظام عجيب في توزيع العناصر الغذائية ، فالأعضاء الحيوية تحصل على العناصر الغذائية الهامة الموجودة في الدم أولا. ومخ لا يعمل بصورة جيدة ينعكس بالطبع على باقي الجسم فيجعله يعمل بصورة غير مرضية، لذا فان المخ ينال معاملة خاصة نظرا لأهميته عند قيام الجسم بتوزيع العناصر الغذائية. ويتكون المخ من ملايين الملايين من الخلايا العصبية المعروفة باسم "نيورون". وهذه تقوم بوظائف التفكير والذاكرة والحركة وعديد من المهام الأخرى التي لا ينتبه لها الإنسان ، وتتم بسرعة الضوء في انتقالها بين الخلايا. وتخرج من الخلايا العصبية فروع دقيقة تتواصل مع فروع أخرى شبيهة من خلايا عصبية أخرى، فيصبح المنظر مماثلا لخريطة طرق متشابكة تربط مدنا ببعضها. وتوجد مواد كيميائية تسمى الموصلات العصبية لتسهيل توصيل الإشارات العصبية خلال الفجوات الحادثة بين خلية وأخرى ، فتصبح بمثابة جسور للتواصل . وتؤثر التغذية على المخ بثلاثة طرق :
تحتاج الخلية العصبية نفسها إلى تغذية للقيام بوظائفها مثل أي خلية أخرى بالجسم . الغشاء الدهني الذي يغطي فروع الخلية العصبية والذي يشبه المادة العازلة التي تغطي أسلاك الكهرباء ، ويؤدي إلى سرعة انتقال الإشارات الكهربية في فروع الخلية العصبية ، يحتاج إلى عناصر غذائية خاصة لتكوينه ، مثل الأحماض الدهنية الأساسية ، وعند انخفاض هذه العناصر الغذائية الهامة تقل سرعة انتقال هذه الإشارات العصبية . الموصلات العصبية مثل السيروتونين والدوبامين والنورابينيفرين ، تحمل رسائل من خلية عصبية لأخرى وتؤثر في الحالة المزاجية والأفكار والتصرفات . وبعض العناصر الغذائية في الطعام الذي نأكله تصبح جزء من الموصلات العصبية التي تساعدنا في التفكير . وهذه الموصلات العصبية تشرح بوضوح العلاقة الحيوية الهامة بين الغذاء والحالة المزاجية والنفسية عموما .
وكل من الخلايا العصبية وفروعها الممتدة وموصلاتها العصبية تحتاج إلى عناصر غذائية خاصة لكي تتمكن من العمل بصورة سليمة ، وعند نقص بعض العناصر الغذائية اللازمة لواحد من مكونات هذه الشبكة فإنها تتوقف عن العمل تماما كما تتوقف أي شبكة كهربية عن العمل عند تلف أسلاكها أو مكوناتها . أفضل أغذية المخ : بعض الأغذية تفيد المخ أكثر من أغذية أخرى ، بالرغم من أن معظم الأغذية مفيدة للتفكير . والطريقة التي نفكر ونعمل ونتعلم بها تتأثر بالغذاء ، وأيضا بطريقة إعداده وتناوله ووقت حدوث ذلك ، وأنواع الطعام التي نأكلها معا . ويعشق المخ السكر ويتوق للنشويات ، فهو يستهلك 20% مما يتناوله الجسم منها ، ولكنه عشق ذكي ، فالمخ يختار أنواع السكر التي يتعامل معها ، فيفضل الإمداد المستمر اللطيف ، وعندما يتلقى هذا الإمداد من السكر كوقود فانه يعمل بصورة منتظمة، ولكن عندما تتأرجح مستويات السكر في الدم صعودا أو هبوطا فان السلوكيات والتعلم ترتبك وتضطرب . وتعتمد نسب السكر في الدم على نوع الطعام الذي يدخل الجسم ، فبعض المواد الكربوهيدراتية مثل النشويات والسكريات تهدئ التصرفات بينما تثيرها بعض المواد الكربوهيدراتية الأخرى . ويعمد كثير من الباحثين إلى التقليل من أهمية علاقة السكر بالتصرفات ، وخصوصا عند الأطفال كثيري النشاط قليلي الانتباه ، لكن الأمهات يلاحظن أن أولادهن يزداد نشاطهم إلى درجة الإزعاج بعد تناول أنواع من الحلوى أو شرب أنواع من المشروبات وخصوصا المحتوية على الملونات الصناعية. وهذه ملاحظات جديرة بالانتباه ، ذلك لأن أنواع السكر المختلفة تعمل على المخ بطرق مختلفة ، ولبعضها تأثيرات سيئة على تفكير وتصرفت الأطفال. هذه السكريات هي الجلوكوز والدكستروز والسكروز ، وكلها في صورة مكررة نقية للغاية ، وتوجد في الحلوى والمشروبات والمخبوزات المعلبة . والسكريات الموجودة في هذه الأغذية تدخل إلى مجرى الدم بسرعة وتصل الى مستويات عالية في وقت قصير ، محفزة بذلك إفراز كميات كبيرة من هورمون الانسولين الذي يحتاجه السكر ليصاحبه الى داخل الخلايا ، وتتم هذه العملية بسرعة شديدة مما يؤدي الى خفض مستوى السكر في الدم ، وهذا بدوره يقود الى إفراز هورمون الأدرينالين الذي يعمل على اخراج السكر المختزن في الكبد ، فيرتفع مستوى السكر في الدم مرة أخرى ، وهذا الارتفاع والانخفاض ثم الارتفاع يؤثر على الحالة المزاجية والتركيز في بعض الأطفال والكبار مما يقود الى اضطراب التصرفات . كما أن اضطراب مستويات الهورمونات التي تعمل على السكر وهورمون الأدرينالين تؤدي الى عدم اتزان الموصلات العصبية مما يجعل الطفل يشعر بالاضطراب والضيق وعدم التركيز وأيضا النعاس . لذا فان أفضل السكريات للمخ هي التي تأتي من الكربوهيدرات (النشويات) المعقدة مثل اللوبيا والعدس والفاصوليا والبسلة وزبدة الفول السوداني والشوفان والمعجنات وفول الصويا والبطاطا والحبوب الكاملة والدقيق الكامل والأرز البني ورقائق الإفطار المصنعة من الحبوب الكاملة . والنشويات وسكر الفواكه (الفركتوز) لا تسبب الاضطراب في الحالة المزاجية مثل السكريات السابق ذكرها . فجزيئات المواد النشوية تتميز بطولها مما يستغرقها وقتا طويلا لكي تتكسر في الأمعاء الى سكريات بسيطة يمكن استعمالها بواسطة الجسم ، لذا فإنها تمد الجسم باحتياجاته من السكر في صورة بطيئة ومستمرة وهذا أفضل من تذبذب مستوياته في حالة تناول السكر النقي المكرر . |
| |
|