[table:0b7e style="BORDER-TOP-WIDTH: 0px; BORDER-LEFT-WIDTH: 0px; BORDER-BOTTOM-WIDTH: 0px; BORDER-RIGHT-WIDTH: 0px" width="95%" border=0][tr][td:0b7e style="BORDER-RIGHT: medium none; BORDER-TOP: medium none; BORDER-LEFT: medium none; BORDER-BOTTOM: medium none"]
بعد التوحيد بـ الله .. بر الوالدين فضله عظيم
[/td][/tr][tr][td:0b7e style="BORDER-RIGHT: medium none; BORDER-TOP: medium none; BORDER-LEFT: medium none; BORDER-BOTTOM: medium none"]
من الأحاديث النبوية الشريفة التى توضح لنا فضل الأم العظيم
، حدثنا
قتيبة بن سعيد حدثنا جرير عن عمارة بن القعقاع بن شبرمة
عن أبي زرعة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال
جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله
من أحق الناس بحسن صحابتي قال أمك قال ثم من قال ثم أمك قال ثم من قال
ثم أمك قال ثم من قال ثم أبوك
كما سأل رجل كان بالطواف وقام بحمل أمه يطوف بها فسأل النبي -صلي الله عليه وسلم- ان كان قد أدي حقها، فرد عليه صلي الله عليه وسلم: لا، ولا بزفرة واحدة"! بمعني زفرة من زفرات الولادة.
وفرض الله تعالي علي المسلم فى كتابه العزيز وفى سنة نبيه أن يكون بارا بوالديه عامة وبالأم علي وجه الخصوص، فجعل الامر ببر الوالدين بعد عبادته سبحانه وحده، بعد التوحيد {"وقضي ربك ألا تعبدوا الا اياه وبالوالدين احسانا"}، وقال {ووصينا الانسان بوالديه احسانا حملته أمه كرها ووضعته كرها وحمله وفصاله ثلاثون شهرا}، وذلك جزاء لما تحملته من متاعب الحمل والوضع والأرضاع والتربية.
واليوم الحادى والعشرين من مارس نحتفل بعيد الأم حيث يسارع كل منا إلى والدته ليهاديها بأفضل الأشياء معبرا عن حبه وتقديره لها ، وترى الدكتورة عبلة الكحلاوى أنه يجب أن نطلق عليه عيد الأسرة كلها وليس الأم فقط ، وذلك لأن هناك الكثيرين الذين فقدوا أمهاتهم وقام بتريتهم سيدات أخريات ، فهناك من ربته جدته أو خالته أو عمته وبالطبع يعاملها مثل أمه ، وقد تكون الأخت الكبرى هى من قامت بدور الأم فى الاسرة فيجب شكرها ، أو يكون هناك شخصية أثرت فى حياة أحد منا ولهذا يعتبرها فى بمثابة امه كالمدرسة مثلا صاحبة الفضل الكبير الذى علمته وفتحت مداركه .
تقول الدكتورة عبلة: أننى أرى الكثير من النماذج السيئة الذين لا يحسنون لأمهاتهم ، وتزخر دور المسنين بالأمهات الذين لا نعرف عنهم شىء ، وقد تجدهن فى الشوارع تائهات لا يعرفن بيوتهم ، وينكرهم ابنائهم الذين شغلتهم الحياة عن أفضل شىء على الأرض ، فقد قضت الأسرة الثنائية على روابط العائلة الكبيرة التى يجب أن نحافظ عليها واكتفى الأبناء بمشاغلهم وتوفير قوتهم عن السؤال عن الأهل ولو بأتصال تليفونى صغير ، من يدخل أحدى دور المسنين يتقطع قلبه على حال الكثير من الأمهات اللاتى يرقدن لاحول ولا قوة وهن لديهن بدل الأبن اثنان وثلاثة ، أين هؤلاء الأبناء الآن ،
لايبحثون عن أمهم التى سهرت على تربيتهم ، وخاصة أننا نعانى فى زمننا هذا من مرض عضال بالفعل وهو الزهايمر ، وانا هنا بمنتهى الصراحة أعذر الابناء فى ذلك فهذا مرض خطير ويجب متابعة المريض به جيداً والبقاء بجانبه دائما لانه فى أى وقت من الممكن أن يخرج من المنزل لا تعرف إلى أين يذهب ، فى الوقت الذى ينشغل أهل البيت بتوفير لقمة العيش ، ولهذا نناشد المؤسسات الأجتماعية بتوفير مراكز علاج لهذا المرض ، وأقول لكل من يقسو ولو بالنظرة على أمه تذكر قول نبينا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم "الجنة تحت أقدام الأمهات"، وقال أيضا: "من سره أن يمد له في عمره ويزاد له في رزقه فليبر والديه، الأم هى الشخص الذى لو عشت طول عمرك تخدمه لن توفى له حقه ابدا.
ويقول الدكتور سالم عبد الجليل -وكيل أول وزارة الأوقاف- : أوجب الإسلام علي الأبناء الإحسان لأمه وتجنب أي قول أو فعل قد يسيء اليها أو يؤذيها، حتي ولو كانت كلمة ضجر ،فلا يصح للأبن أن يقول لأمه مثلا كلمة "أف" واذا رأي الابن أن الأم في حاجة الي قول ينفعها في أمر دينها أو دنياها فليقل لها ذلك بلطف وليعلمها بأدب ولين، لان للأم فضل كبير وذلك عن الأب بالطبع لأنها تقوم بالدور المستتر في حياة وليدها فحتي يبلغ الوليد ويعقل، تتحمل الام آلام كثيرة طوال فترة حمله ثم ولادته ثم السهر عليه ورعايته بينما اذا كبر يظهر دور الأب الظاهر والذي يكمن في تلبية احتياجاته من شراء لعب وملابس وغيرها.
اذاً فبر الأم والإحسان إليها لا يرتبط بيوم واحد فى العام فهذا اليوم ما هو الا بدعة من الغرب التى نقلده فبر الأم هو أن نوقرها ونحترمها ونتودد اليها فى كل الأوقات نلتمس رضاها دائما في كل أمر هى والوالد ، حتي ولو كانا مشركان فلقد أمرنا الله بأن نبرهما إلا في الشرك به سبحانه وتعالي وذلك بطاعتهما ومصاحبتهما في الدنيا معروفا واذا تعرضنا منها للظلم فليس هذا مبرر لعقوقهما فعقوق الوالدين من الكبائر يقول رسولنا الكريم يامعشر المهاجرين والأنصار من فضَّل زوجتـه على أمُّه فعليه لعنـة الله والملا ئكة وا لناس أ جمعين ، لايقبل الله منه صرفاً ولا عدلاً إلا أن يتوب إلى الله عز وجل ويحسن إليها ويطلب رضاها فرضى الله في رضاها وسخط الله في سخطها .
ويقول الدكتور جمال قطب من علماء الأزهر: جاءت الشريعة الإسلامية بتكريم الأم والتحريض على برها كل وقت لا فى يوم معين والواجب على المسلمين أن يكتفوا بما شرعه الله لهم من بر الوالدة وتعظيمها والإحسان إليها فى كل وقت وأن يحذروا من محدثات الأمور التي حذرهم الله منها والتي تفضي بهم إلى مشابهة أعداء الله والسير في ركابهم واستحسان ما استحسنوه من البدع.
فقد شرع الله للمسلمين بر الوالدين جميعا وتكريمهما والإحسان إليهما وصلة جميع الاقارب ، وحذرنا ربنا من العقوق
والقطيعة وخص سبحانه وتعالى الأم بمزيد العناية والبر لأن عنايتها بالولد أكبر ما ينالها من المشقة في حمله وإرضاعه وتربيته أكثر قال الله سبحانه: { وَقَضَى رَبُّكَ أَلا تَعْبُدُوا إِلا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً } ، وقال تعالى : { وَوَصَّيْنَا الأِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ } ، وقال تعالى : { فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ . أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ } .
ويضيف: وصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ألا أنبئكم بأكبر الكبائر ؟ قالوا : بلى يا رسول الله ، قال : الإشراك بالله ، وعقوق الوالدين وكان متكئا فجلس فقال : ألا وقول الزور ألا وشهادة الزور ، وسأله صلى الله عليه وسلم رجل فقال : يا رسول الله أي الناس أحق بحسن صحابتي ؟ قال : أمك ، قال : ثم من ؟ قال : ثم أمك ، قال : ثم من ؟ قال : ثم أمك ، قال : ثم من ؟ قال : أبوك ثم الأقرب فالأقرب .
وقال عليه الصلاة والسلام " لا يدخل الجنة قاطع " ، يعني قاطع رحم ، والأحاديث النبوية والآيات في بر الوالدين وصلة الرحم وحق الأم كثيرة وتدل على وجوب إكرام الوالدين جميعا واحترامهما والإحسان إليهما وإلى سائر الأقارب في جميع الأوقات.
[/td][/tr][/table]