saber_200737 مدير المنتدى
المشاركات : 8501 العمر : 44 الدولة : مصر رقم العضوية : 15 التواجد بالمنتدى : الاوسمة : نقاط النشاط : 22210 تاريخ التسجيل : 13/07/2008
اضافات sms:
| موضوع: ذكرى مؤلمه ودرس مستفاد لنا 07/06/09, 04:21 pm | |
| | ذكرى مؤلمة.. و دروس مستفادة !!!
|
إذا كان من الضروري أن نتوقف مع هذه الذكري المؤلمة من أجل الدرس والعظة فإن من الظلم لوطننا وتاريخنا وللعسكرية المصرية أن تكون وقفتنا مقطوعة الصلة بما قبل5 يونيو وبما بعد5 يونيو عام1967 م.
لابد أن نقر وأن نعترف بأن ما حدث قبل5 يونيو هو الذي أدي إلي الهزيمة.. وماحدث بعد5 يونيو هو الذي أدي إلي النصر... ومن الظلم أن نكتفي بإدانة من أخطأوا وتسببوا بشكل أو بآخر في وقوع كارثة5 يونيو دون أن نملك شجاعة الاشارة لقدرتهم علي الاعتراف بالخطأ وتحمل المسئولية وبدء مشوار التصحيح وإعادة بناء البنية العسكرية علي أسس سليمة... والذين يقولون بغير ذلك هم الذين لم يروا شيئا علي الطبيعة في مسرح العمل البطولي الذي كان يمتد بطول مصر وعرضها علي مدي6 سنوات داخل تشكيلات ووحدات القوات المسلحة المصرية في سباق مع الزمن من أجل مسح عار الهزيمة!
إن الذين يقولون بغير ذلك هم الذين لم يستطيعوا حتي الآن أن يستوعبوا معني ومغزي الاصرار علي أن تتم عملية إعادة بناء القوات المسلحة تحت هدير المدافع وأزيز الطائرات حتي لايتصور الإسرائيليون أن الحرب قد انتهت فعلا بوصولهم إلي شاطئ قناة السويس... وكانت معركة رأس العش في يوليو1967 ثم ملحمة إغراق المدمرة الإسرائيلية إيلات في أكتوبر1967 ثم مسلسل البطولات المتصل علي مدي سنوات حرب الاستنزاف حتي كانت ذروة الانجاز في تحريك الصواريخ المصرية إلي حافة قناة السويس في أغسطس عام1970.
لقد وقعت الهزيمة لأخطاء فادحة في التقدير السياسي والتقدير العسكري ولأن الثقة بالنفس جاوزت كل حد مقبول وأدت إلي عمي العيون عن رؤية موازين القوي الحقيقية خصوصا في ظل صدام متصاعد مع الولايات المتحدة الأمريكية, وارتكان لا أساس له علي دعم وتأييد الاتحاد السوفيتي, وإهمال متعمد لمسئولية توحيد الصف العربي الذي كان قد بلغ ذروة التمزق بعد انفصال سوريا عن مصر عام1961 نشوب حرب اليمن وانشغال الجيش المصري بها منذ عام1962.
وأيضا فلقد وقعت الهزيمة لأن من كان بيدهم مقادير الأمور عند قمة الهرم في القوات المسلحة شغلوا أنفسهم بهوامش وفرعيات, وقبلوا أن يكونوا جزءا من لعبة صراع الديناصورات بين عبدالناصر وعبدالحكيم عامر.
وفي اعتقادي أنه يتحتم علينا أن نتعامل مع هذه الذكري المؤلمة بروح جديدة وفهم جديد استنادا إلي ما استطعنا عمله باقتدار في حرب أكتوبر المجيدة عام1973... وإلي قدرتنا علي استيعاب دروس النكسة وعدم السماح بعودة الأوضاع والمعطيات التي تؤدي إلي تكرار حدوثها مرة أخري!
أريد أن أقول بوضوح أننا لسنا في حاجة إلي استمرار الالتفات إلي الوراء بقدر ما نحن في أشد الحاجة للنظر إلي الأمام خصوصا وأن الأخطار مازالت قائمة ولكن ثقتنا بأنفسنا تجعلنا علي يقين بأن الأزمات الطارئة في تاريخ الأمم والشعوب لاتستطيع أن تغطي علي الأعمال العظيمة التي كانت دائما عنوانا صادقا لأداء قواتنا المسلحة التي خاضت كل معارك الوطن بكل شجاعة واقتدار.
باختصار شديد أقول أن ما حدث في5 يونيو1967 كان مجرد أزمة طارئة أما الذي حدث في6 أكتوبر1973 فهو العنوان الأبرز لروح هذا الشعب وطليعته في قواته المسلحة علي طول التاريخ. |
| |
|