""""""""" الحصان """""""""
في زمن كثرت فيه ضعائن الإرتحال، من و إلى و زادت في (إلى) الأمال بعد أن أعطاهم (من) خير المنال.
ساد بهذا الزمن كبح جموح الحصان، فقبل كان الحصان يزاد من جموحه،
فقال الشاعر:
مكر مفر مقبل مدبر معا كجلمود صخر حطه السيل من علي
فهذا يدل على عدم كبح الفارس لجموح فرسه بل أطلق له العنان لجموحه فالحصان هنا يدرك الإكرار و الإفرار و الإقبال و الإدبار و هو سريع، أما في زمن كبح الجموح كبحت هذه الحيوية في الحصان حتى أصبح كشيخ هرم يكاد لا يقدر على الحراك حتى إذا ما هببت لرفعه و نزعه إتثاقل بسبب الكبح الذي حل به و عليه، إن هذا العراك كحديقة غناء ترعرع فيها كل فقيد و مولود فجأة مرت عليها كوارث جعلتها كالرميم و خاوية على عروشها، و لكن تبقى ذكرياتها مصورة بكل ذهن و فكر و عقل و ورق، فإذا ما اراد نبات الشموخ أتى الحطاب و إستأصل نشاطه و شموخه، فتظل الحيوية فيه حتى الرمق الأخير و بعده، و كأن هذا النبات إشتاق إلى سابقيه و أقرانهز
نسي هذا الحطاب أن أحد أهله السابقين قد زرع نباتات مع كل الزارعين بذاك الزمن، و عاش بخير هذا، و كأن الحطاب يقول مالي حاجة لما صنع الأولون.
((("" كبح الجموح""))
هل يعني كبح جموح الفارس لفرسه حكمة منه؟ أم إنها حكمة بغير حساب؟
هل؟ و هل؟ و هل؟ و لماذا؟ و لما؟
فلم يبقى من صبر الحصان حتى ذره سوى المكر و الخداع و فنئ هذا الفارس...........