saber_200737 مدير المنتدى
المشاركات : 8501 العمر : 44 الدولة : مصر رقم العضوية : 15 التواجد بالمنتدى : الاوسمة : نقاط النشاط : 22211 تاريخ التسجيل : 13/07/2008
اضافات sms:
| موضوع: تكريم ربانى لخير البشر 27/12/09, 10:30 am | |
| اختص الله نبيه محمدًا بجملة من الخصائص ، لم يخص بها أحدًا قبله من الأنبياء تكريمًا لمقامه بين الأنبياء ، و تشريفًا لمكانته بين الرسل و كيف لا و هو خاتم الأنبياء و الرسل ، و هو خير الخلق على الله .
و الخصائص التكريمية هى الفضائل و التشريفات التى أكرم الله بها نبيه محمدًا و فضله بها على غيره من الأنبياء .
فمن هذه الخصائص التكريمية
1 ) أن الله تعالى ناداه بوصف النبوة و الرسالة
و هذان الوصفان من أهم الأوصاف التى اتصف بها نبينا قال تعالى : { يا أيها النبى } و قد ورد النداء بهذا اللفظ فى ثلاثة عشر موضعًا من القرآن و يقول سبحانه مخاطبًا نبيه بصفته رسولاً : { يا أيها الرسول } و قد ورد النداء بهذا اللفظ فى موضعين فى سورة المائدة فناداه ربه سبحانه فى هذه المواضع بأكمل أوصافه ، و أرفع مقاماته .
و هذه الخصوصية لم تثبت لغيره من الأنبياء ، فكل نبى ناداه الله باسمه قال تعالى : { و قلنا يا آدم } ( البقرة : 35 ) و قال : { إذ قال الله يا عيسى ابن مريم } ( المائدة : 110 ) و قال : { قيل يا نوح } ( نوح : 48 ) و قال : { و ناديناه أن يا إبراهيم } ( الصافات : 104 ) .
أما الآيات التى ذكر الله فيها نبيه باسمه ، فإنما جاء ذلك على سبيل الإخبار كقوله تعالى : { ما كان محمد أبا أحد من رجالكم و لكن رسول الله } ( الأحزاب : 40 ) و قد ورد اسمه بهذا اللفظ فى أربعة مواضع فى القرآن الكريم .
و مما يتعلق بهذه الخصوصية ، أن الله سبحانه نهى عباده عن نداء نبيه محمدًا باسمه الذى سمى به ؛ قال تعالى: { لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضًا } ( النور : 63 ) فنهى سبحانه المؤمنين عن نداء نبيهم كما ينادى بعضهم بعضًا ، و طلب منهم مناداة نبيه الكريم بصفة النبوة و الرسالة ؛ تشريفًا لقدره ، و بيانًا لمنـزلته ، و خصه سبحانه بهذه الفضيلة من بين رسله و أنبيائه .
و فى المقابل ، فقد أخبر تعالى عن سائر الأمم السابقة أنهم كانوا يخاطبون رسلهم و أنبياءهم بأسمائهم ؛ كقول قوم موسى له : { قالوا يا موسى اجعل لنا إلهًا } ( الأعراف : 138 ) و قول قوم عيسى : { إذ قال الحواريون يا عيسى ابن مريم } ( المائدة : 112 ) و قول قوم هود : { قالوا يا هود ما جئتنا ببينة } ( هود : 53 ) . و من الخصائص التكريمية ، أن الله سبحانه أقسم بحياة نبيه صلى الله عليه و سلم ، فقال تعالى : { لعمرك إنهم لفى سكرتهم يعمهون } ( الحجر:72 ) و القسم بحياته عليه الصلاة و السلام يدل على علو شرفه ، و عظيم مكانته عند الله سبحانه ، فلو لم يكن صلى الله عليه و سلم بهذه المكانة الرفيعة ، و المنـزلة العظيمة ، لما كان للقسم بحياته أى معنى . و لم يثبت هذا التكريم لغيره صلى الله عليه و سلم .
2 ) أن الله سبحانه و تعالى قدمه على جميع أنبيائه فى الذكر فى أغلب آيات القرآن قال تعالى : { إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده و أوحينا إلى إبراهيم و إسماعيل و إسحاق و يعقوب و الأسباط و عيسى و أيوب و يونس و هارون و سليمان } ( النساء : 163 ) و قال سبحانه : { و إذ أخذنا من النبيين ميثاقهم و منك و من نوح و إبراهيم و موسى و عيسى ابن مريم } ( الأحزاب : 7 ) فبدأ سبحانه بخاتم المرسلين لشرفه و مكانته .
3 ) إمامته الأنبياء فى بيت المقدس فقد جمع الله تعالى له جماعة منهم فصلى بهم إمامًا ؛ و ذلك تأكيدًا لفضله ، و تنبيهًا على شرفه ؛ و قد أخبر صلى الله عليه و سلم فى حديث الإسراء ، أنه اجتمع بعدد من الأنبياء ، منهم إبراهيم و موسى و عيسى و غيرهم عليهم السلام ، و صلى بهم إمامًا . و الإمامة بالناس لها من الدلالة ما لها ، فكيف إذا كانت الإمامة بالأنبياء ؟!
4 ) أن الله أخذ له الميثاق من جميع الأنبياء ، بالإيمان به و نصرته قال تعالى : { و إذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب و حكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به و لتنصرنه قال أأقررتم و أخذتم على ذلكم إصري قالوا أقررنا } ( آل عمران : 81 ) فأخبر سبحانه أنبياءه أن عليهم الإيمان بمحمد وقت مجيئه ، و أن عليهم نصرته و تأييده و قد أقر الأنبياء بذلك ، فآمنوا برسالته ، و أقروا ببعثته . و هذه الخصوصية ليست لأحد منهم سواه . و قد روى عن على بن أبى طالب و ابن عباس رضى الله عنهم ، أنهما قالا : ما بعث الله نبيًا من الأنبياء إلا أخذ الله عليه الميثاق ، لئن بعث الله محمداً و هو حى ليؤمنن به و ينصرنه ، و أمره أن يأخذ الميثاق على أمته ، لئن بُعث محمد و هم أحياء ليؤمنن به و لينصرنه .
5 ) أن الله سبحانه قذف فى قلوب أعدائه الرعب و الخوف منه حتى لو كانوا على مسافة بعيدة منه . و لم يحصل هذا لأحد قبله . يقول صلى الله عليه و سلم : ( نُصرت بالرعب مسيرة شهر ) رواه البخارى و مسلم .
6 ) أن أمته خير الأمم قال تعالى : { كنتم خير أمة أخرجت للناس } ( آل عمران : 110 ) و جاء فى الحديث ، قوله عليه الصلاة و السلام : ( إنكم تتمون سبعين أمة ، أنتم خيرها ، و أكرمها على الله ) رواه الترمذى . و إنما نالت هذه الأمة هذه الخيرية بنبيها محمد عليه الصلاة و السلام فإنه أشرف مخلوق على الله ، و أكرم الرسل عليه سبحانه .
7 ) أن الطاعون و الدجال لا يدخلان مدينته يقول صلى الله عليه و سلم : ( على أبواب المدينة ملائكة ، لا يدخلها الطاعون ، و لا الدجال ) رواه البخارى و مسلم .
8 ) وجوب محبته ، و تقديمها على محبة النفس و الأهل و المال و الولد قال تعالى : { قل إن كان آباؤكم و أبناؤكم و إخوانكم و أزواجكم و عشيرتكم و أموال اقترفتموها و تجارة تخشون كسادها و مساكن ترضونها أحب إليكم من الله و رسوله و جهاد فى سبيله فتربصوا حتى يأتى الله بأمره } ( التوبة : 24 ) و قال صلى الله عليه و سلم : ( لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده و ولده و الناس أجمعين ) رواه البخارى و مسلم و فى حديث عند البخارى : ( حتى أكون أحب إليك من نفسك ) .
9 ) أنه أول من تنشق عنه الأرض يوم القيامة و اختصاصه بحمل لواء الحمد ؛ و اختصاصه أيضًا بأنه أول من يدخل الجنة يوم القيامة يبين كل هذا قوله صلى الله عليه و سلم : ( أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ، و بيدى لواء الحمد و لا فخر ، و ما من نبى يومئذ ، آدم فمن سواه إلا تحت لوائى ، و أنا أول من تنشق عنه الأرض و لا فخر ) رواه الترمذي و فى رواية عند الدارمى : ( و أنا أول من يدخل الجنة يوم القيامة ، و لا فخر ) .
و يندرج فى هذا النوع من الخصائص التكريمية ، أنه صلى الله عليه و سلم يبعثه الله يوم القيامة مقامًا محمودًا قال تعالى : { عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا } ( الإسراء : 79 ) و المقام المحمود الذى اختص به رسولنا هو مقام الشفاعة و هو مقام لم ينله أحد غيره ؛ فالناس يكونون يوم القيامة جالسين على ركبهم ، كل أمة تتبع نبيها ، يقولون : يا فلان اشفع ! يا فلان اشفع ! حتى تنتهى الشفاعة إلى النبى صلى الله عليه و سلم ، فذلك يوم يبعثه الله المقام المحمود .
10 ) أنه صلى الله عليه و سلم يكون يوم القيامة أكثر الأنبياء أتباعًا و قد جاء فى الخبر أن الأمم يوم القيامة تمر عليه صلى الله عليه و سلم فيمر النبى و ليس معه أحد ، و يمر النبي و معه الواحد فقط ، و يمر النبى و معه الاثنان و الثلاثة … ، ثم ينظر عليه الصلاة و السلام إلى الأفق ، فيرى جمعًا عظيمًا من الناس ، فيسأل : أتباع من هؤلاء ؟ فيقال له : هذه أمتك .
و هذه كانت جملة من الخصائص التكريمية التى اختص الله بها رسول الإسلام دون غيره من الأنبياء ، و هى بمجموعها تظهر مكانة هذا النبى ، و منزلته عند الله سبحانه ، فهو المفضل من النبيين ، و هو المختار على غيره من الخلق أجمعين .
| |
|