أتى العيد وكما تعودت تلك الام البائسه التى لا تملك من الدنيا سوى طفلها صاحب العشر سنوات أن تذهب الى غرفته وتضع قبله فوق جبينه ثم تعودت كل عيد أن تجعل طفلها يستيقظ فى الصباح الباكر لصلاه العيد ثم دخلت الام الى غرفته
وقالت:
الام : إستيقظ ياولدى فقد حان وقت صلاه العيد
الابن : سمعآ وطاعه يا أمى
الام تقبل الطفل ثم تقول : هيا انهض لقد احضرت لك الكثير من الملابس انهض يافتى
الابن : حاضر يا أمى
نهض الابن ثم دخل الحمام وخرج وهو يرتدى قميصآ اسود فتعجبت الام وقالت
الام : مابك ياولدى لماذا لا ترتدى ثوب العيد
فقال الابن : أفضل الصلاه بهذا الثوب يا أمى
فقالت الام : ولماذا ياولدى ؟
فقال الابن : أحب إرتداء ذلك اللون الاسود انه سيد الالوان يا أمى
فقالت الام : كما ترى ياولدى
فقال الابن حسنآ سأذهب للصلاه الان يا أمى
خرج الابن للصلاه وبعد انتهاء الصلاه عاد الى المنزل ودموعه قد اغرقت وجهه وكأنه يبكى لشئ ما
الام :لماذا تبكي ياولدى وكل الصبيه تلهو وتلعب انه العيد ياولدى؟
يمسح الابن عيناه فى خفيه ثم يقول: لاأبكى يأ أمى, فقط عينى تؤلمنى قليلا من الاستيقاظ المبكر
ولكن يا امى تتحديث كمثل باقى الناس عن العيد فماهو العيد يا أمى ؟
فقالت الام فى اندهاش العيد ألا تعرف ماهو العيد وأنت تلبس كل جديد ؟
قال الابن يا أمى علمينى ماهو العيد وماذا افعل به ؟
فقالت الام : العيد هو أن تفرح وتلعب وتلهو مع اصدقائكوتلبس ملابسك الجديدة
فقال الابن : فقط يا أمى !!!
فقالت الام : نعم ياولدى فمازلت صغير على ممارسه بعض الاشياء
فقال الابن : وماهى تلك الاشياء يا امى ؟
قالت الام : ان تصل رحمك ياولدى وان تذبح الاضحيه
فقال الابن : امى تطلبين منى الفرح واللعب وأبى قد مات
قالت الام : لقد مر على وفاته اكثر من ثلاثه سنوات
فقال الابن : لكنه لم يمت
فقالت الام : لم يمت !!!!
فقال الابن : نعم يا أمى أراه دائما مريض على سريرة ربما قد خرجت روحه ولكننى أخافهدائما وكانه هنا فوق يا أمى
فقالت الام : مازلت صبيآ على تحمل كل ذلك ياولدى
فقال الابن : كيف أذهب الى العيد بمفردى وانتى تظلى فى المنزل وحدك ؟
فقالت الام : دعك منى عليك بالذهاب الى العيد
فقال الابن : وكيف سأقابل الناس بدون والدى يا امى ؟
فنظرت الام لولدها وقالت : سأئتى معك يابنى
فقال الابن : ولكنى لم أعتاد على الخروج
فقالت الام : لما اليوم ياولدى إنه العيد وأنت دائما ما تخرج
فقال الابن : اعتدت على عدم الخروج فى العيد طوال حياتى
فقالت الام : ولكنك تخرج دائما ياولدى (أنسيت )
فقال الابن : نعم يا أمى اخرج ولكنى لا أرى سوى ..... (وسكت)
فقالت الام : سوى ماذا ؟
فقال الابن : سوى قبر أبى يا أمى لقد اعتدت على الذهاب الى قبر أبى كل عيد وكل بضعه أيام لنبكى سويآ واظل هناك طيله اليوم.
فقالت الام : منذ متى وانت تقعل ذلك يا ولدى ؟
فقال الابن : منذ عده أعوام يا أمى
فقالت الام ولماذا لم تخبرنى ؟
فقال الابن : أفضل البكاء مع أبى منفردآ يا أمى وأفضل ألا تأتى معى حتى لاترينى أبكى وتبكين معى يا أمى فأنا لا أستطيع أن أتحمل عيناكى وهى تبكى
فبكت الام وضمت الابن الى صدرها بحرقه ثم قالت كم أنت كبير ياولدى.
موضوع: اعيد الحزين 
24/11/10, 06:47 pm
